تعرف على السيوف الاسلامية القديمة وماكانت تتمتع به من مزايا عن غيرها من السيوف
تتباين أنواع السيوف وأسماؤها حسب موطن صناعتها؛ فهناك السيوف اليمانية، وكانت تصنع في اليمن إبان مجدها، وكانت مشهورة بجودتها، وتأتي بعدها السيوف الهندية، وكان العرب يسمون السيف الهندي المهنَّد، وكانت هناك السيوف الدمشقية، وقد ظهرت منذ بدء العصر الأموي وارتبطت بحضارة الأمويين. وعُرفت هذه السيوف في كل بلاد العرب إلى أن غزا تيمور لنك بلاد الشام وحمل معه كل صنَّاع السيوف، فاختفت الحرفة برحيل رجالها المهرة. وهناك السيوف الحيرية وهي التي كانت تُصنع في الحيرة، وهناك أيضًا السيوف المَشْرِفيَّة والبصروية وسيوف صنعت في طليطلة وسرقسطة بالأندلس وسيوف المعز في القاهرة وأصفهان بإيران.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذا وكان نصل السيف العربي مستقيمًا ذا حد واحد أو حدين حتى القرن الثالث عشر الميلادي تقريبًا، ثم غدا منحنيًا ذا حد واحد، ويذكر المؤرخون أن أول من صنع سيفًا في بلاد العرب هو الهالك بن عمر بن أسعد بن خزيمة.
واهمها السيوف الدمشقية حيث امتازت عن غيرها بظاهرة فنية عرفت باسم «جوهر السيف» أو فرنده وللجوهر أسماء مختلفة منها «الدمشقي»
ومنها «الشامي» وتظهر على النصال بأشكال عدة ومن أهم خصائص الجوهر الدمشقي أنه يمتاز
بأشكال البقعة المحكمة، وبإشراق مائل إلى البياض مع عدم قابليته للصدأ كسائر أنواع الجوهر،
كما يمتاز بلينه ولدانته وثباته ويؤكد بعض صناع السيوف الذين استمروا في المهنة أن النصل
الحقيقي للجوهر قد فقد منذ 350 سنة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولقد برزت مزايا السيف الدمشقي خلال الحرب الصليبية حيث كان السيف مصنوعا من الفولاذ الجوهر فأخذ المحاربون الصليبيون يبحثون عن خصائصة وطرق صنعه فانتقل السيف الدمشقي الى الغرب عن طريق الصليبين وانتشرت كلمة
”Damask “ لتعني السيف الدمشقي كما اشتهرت صناعة السيوف الدمشقية
تحت اسم”Damascinage “ ولكن صناعة السيف الدمشقي تعرضت الى
الانحطاط منذ 1400 بفعل ثلاثة عوامل هي غزو تيمور لنك وانتقال الصناع
المهرة الى اصفهان ووفرة الفولاذ الصناعي وعندما جاء الغزو التتري العنيف
قام تيمور لنك بأسر جميع العمال الفنيين في سورية وبخاصة صناع السيوف
المهرة الذين نقلهم الى سمرقند منذ عام 1400 م ساعيا بذلك الى اضعاف
صناعة السلاح في بلاد الشام واحيائها في بلاده مما ادى بهذه الى الاضمحلال
والغياب وفي عهد الشاه عباس”1557 - 1628 “الذي ضم العراق الى ملكه
استجلب الصناع المهرة من جميع البلدان وخاصة من الشام وتشهد اصفهان من اثار هؤلاء الصناع في ذلك العهد.
محاكاة السيف العربي
في هذة الصورة سيف «عباسي»من طراز «قارة خراسان» وقد نُقش النصل طوليًا بسلسلة من البحور المحفورة فيه وله بحر واسع في الوسط. وفي نهاية النصل، انشطر هذا الطرف إلى قسمين. وُصنع الغمد من حديد مذهَّب وقد زُيِّن بزخارف نباتية وهندسية بينما صُنع المقبض من قرن جاموس على الطراز «البدوي».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في هذة الصورة سيف دمشقي من نوع «القلتش الشامي» أو السيف الشلي. أما النصل فهو على الطريقة الهندية الفارسية. وهذا السيف مثال جيد لصناعة الأسلحة ذات الجوهر الزاهي. وقد زين النصل بنقش عليه زخارف لنباتات وزهور مذهَّبة، وعليه مساحتان صغيرتان واحدة من كل جانب نقشت على إحداهما كلمات «توكلت على الله»، وعلى الجانب الآخر «لافتى إلا علي، ولاسيف إلا ذو الفقار». ويلاحظ أن المقبض مصنوع من قرن وحيد القَرْن. أما الغِمْد فهو من الفضة.